إنكار
منهكة تدخل الرصاصة مطعما فاخرا وسط العاصمة،بعدما أفلحت في الاختباء من المتظاهرين...
بجدية تفرك عينيها..تنظر إلى شخص كأنها تعرفه جيدا..تقترب منه،متوسلة .. أنقذني سيدي الزعيم ،أرجوك..
مشيحا عنها بوجهه المتغضن كأنه لا يعرفها...
تسمع ضجيج وصراخ المتظاهرين من جديد فتختبئ تحت الطاولة متلمظة بصعوبة كلماتها ..يالك من وغد يالك من وغد
دهشة
استل كتابا مغبرا من خزانته الكبيرة ...
مغتبطا كان،حضنه ولثمه بفرح طفولي...
مساء ،خرج إلى شعبه بخطاب مقذع...
صباحا ،اطل من شرفة قصره..
فرك عينيه جيدا وباهتمام بالغ...
كم كانت مفاجأته كبيرة عندما رأى كتابه يتمشى رفقة ثورة متغنجة...
إلى أسفل
في بار تورينو اجتمعوا في جلسة خمرية، تدار عليهم الراح...
كانوا ثلاثة أو أربعة...
فنان تشكيلي جاوز الستين ...
ناقد أدبي جاوز الأربعين...
شاعر حداثي جاوز الثلاثين...
الأول يتحدث بزهو عن الحسناء التي رسمها...
الثاني يتكلم بانتشاء عن شاعرة شابة باسها...
الثالث يترنم بفخر بطيف قصيدة ضاجعها...
كان الرابع يرسل شخيرا قويا ،مشيرا بإصبعه إلى أسفل...
صاعقة
الأستاذ ابن حزم يتلذذ بتقطيع البيت الشعري تقطيعا عروضيا ..
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فاجأته تلميذته فاطم بجوابها..
-احبك يا أستاذ حد الجنون...
كالصاعقة نزل عليه ردها...
حاول إسكات تلاميذه الذين غرقوا في موجة ضحك هستيرية ..لكن عبثا...
وحده الأحول كان يتأمل المشهد،وفي قرارة نفسه يردد..عليك يا أستاذ أن تعدل نظرياتك في الحب...
الصدمة
يقف الملك الضليل أمام العمارة التي تقطنها فاطم ،
مسرورا يلقي نظرة على شرفتها ، فيبدأ يدندن بقيثارته الذهبية
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل وان كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
صاعقا يأتيه صوتها..
لقد تغير الزمان يا حبيبي...